بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن الزكاة حقٌ أوجبه الله للفقراء والمساكين وسائر المستحقين، ومن مقتضى ذلك ألا تسقط -وقد وجبت ولزمت- بمرور عام أو أكثر؛ لأن مضي الزمن لا يسقط الحق الثابت. ولذلك يكره تأخيرها.
يقول الشيخ عطية صقر (رئيس لجنة الإفتاء بالأزهر الشريف سابقا):
من كان يملك النصاب، ولم يؤد زكاته بعد تمام الحول، يجب عليه أن يخرجها في أي وقت شاء، وعليه أن يبادر بالقضاء، ولا تسقط عنه مهما مر عليها من سنوات، غير أن بعض العلماء قال: يخرج زكاة عام واحد، والبعض الآخر قال: يخرج زكاة عن كل عام مضى، وهذا هو الراجح.
فإذا كانت الضريبة تسقط بالتقادم ومرور سنوات تقل أو تكثر -حسب تحديد القانون- فإن الزكاة تظل دينًا في عنق المسلم، لا تبرأ ذمته، ولا يصح إسلامه، ولا يصدق إيمانه، إلا بأدائها وإن تكاثرت الأعوام.
والله أعلم.